أم خلاد
كل مصيبة بعدك يا رسول الله هينة.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه وصلاة وسلاما على خير خلق الله سيد الأولين والآخرين سيد ولد آدم أجمعين صلاة دائمة ما دامت الدنيا .
أم خلاد هى : زوجة الصحابى الجليل عمرو بن الجموح .
" شهدت أم خلاد غزوة أحد مع زوجها وولدها وأخيها ولما استشهدالثلاثة حملتهم الصحابية الجليلة على بعيرها ومضت بهم عائدة إلى المدينة ولقيتها فى بعض الطريق أم المؤمنين عائشة رضوان ربى عليها فقالت لأم خلاد : عندك الخبر فما وراءك ؟
قالت أم خلاد : أما رسول الله فصالح وكل مصيبة بعده جلل ـ هينة ـ واتخذ الله من المؤمنين شهداء ،
وقالت عائشة : من هؤلاء ؟ ( تسأل عن الشهداء )
فقالت : أخى وابنى خلاد وزوجى عمرو بن الجموح .
قالت عائشة أم المؤمنين : فأين تذهبين بهم ؟
قالت :إلى المدينة أقبرهم فيها ، ثم زجرت بعيرها ليتابع سيرة فما استطاع ، فلما وجهته إلى ميدان المعركة أسرع ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قبرهم ثم قال :"ترافقوا فى الجنة : عمرو بن الجموح ، وابنك خلاد وأخوك عبد الله ".
قالت أم خلاد : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنى معهم ، فدعا لها .
فنجد هذه المرأة المسلمة المحتسبة عند الله تعالى ونرى قوتها فى هذا الموقف الذى يعجز عن تحمله كثير من الرجال ومع مسئولية الإيمان الذى صاغ منها سلاحا من سلاح القدر فكانت صورة من صور التحدى
الإسلامى الذى صار شوكة فى حلق عدو الله الذى ظن لولهة من الزمن أنه انتصر على جيش الإسلام فهذة الصفعة تأتيه من أم خلاد .
وها هى أم المؤمنين عائشة الطاهرة المطهرة رضوان ربى عليها مشغولة بالمعركة التى هى قضية الامة الأولى ضاربة المثل الأعلى لكل امرأة أن تكون ساعة الخطر عند حسن الظن بها .
فإن الأمة التى تملك هذا الإيمان وهذا التصميم لن تموت أبدا
اللهم إجعلنا نسير على هداهم وخطاهم
اللهم احشرنا معهم
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كل مصيبة بعدك يا رسول الله هينة
إمضاء : أم خلاد