إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وصلاة وسلاما على خير المرسلين سيد البشرية أجمعين محمد النبى الأمى الأمين خير من اصطفى ربنا من البشرية وخير من علم الأمة الخيرية
من لليهود إلا صحب رسول الله
قتل كعب بن الأشرف
كان كعب من أثرياء اليهود وشعرائهم ومن أشد أعداء المسلمين فكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه ويشبب بنسائهم ويمدح أعدائهم ويحرضهم عليهم ونزل بعد بدر على قريش فأغراهم على حرب المسلمين وأنشد لهم فى ذلك أبياتا من الشعر وقال : أنتم أهدى منهم سبيلا ولم يعتبر بما حل ببنى قينقاع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لكعب بن الأشرف ؟ فانتدب له محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو نائلة والحارث بن أوس وأبو عبس بن جبر وأميرهم محمد بن مسلمة وقد استأذن النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول شيئا .
ثم أتى كعبا وقال : إن هذا الرجل ـ إشارة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ـ قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا أى أوقعنا فى المشقة والعناء فاستبشر كعب وقال : وقال : والله لتملنه . فاستقرضه مسلمة طعاما أو تمرا واتفق معه على أنه يرهنه السلاح .
وجاءه أبو نائلة فتحاور معه بمثل حوار محمد بن مسلمة , وقال : إن معى أصحابا على مثل رأيي أريد أن أتيك بهم فتبيعهم وتحسن إليهم فقبل منه ذلك .
وفى الليلة الرابعة عشرة من ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة جاءه المذكورون ومعهم السلاح فنادوه فقام لينزل إليهم وكان فى حصنه وكان حديث عهد بعرس فقالت له زوجته : أين تخرج هذه الساعة ؟ أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم . فلم يبال بقولها ونزل ولما نزل ورأى السلاح لم يستنكر لما سبق بينهم وبينه من العهد .
وأخذوا يمشون يتنزهون ومدح أبو نائلة رائحة عطره واستأذنه ليشم رأسه فأذن له فى زهو وخيلاء فشمه وأدخل فيه يده وأشم أصحابه ثم استأذنه ثانيا وفعل مثلما فعل ثم ثالثا أيضا فلما استمكن من رأسه الثالثة قال : دونكم عدو الله فاختلفت عليه الأسياف دون جدوى فوضع ابن مسلمة معولا فى ثنته وتحامل عليه حتى بلغت العانة فصاح صيحة أفزعت من حوله وسقط قتيلا وأوقدت النيران على الحصون لكن رجع المسلمون بسلام وخمدت نار الفتنة التى طالما أقلقت المسلمين وكمن أفاعى اليهود لفترة من الزمان .
اللهم اجعل كيد اليهود فى نحورهم واشغلهم يا ربنا بحالهم
اللهم سلط عليهم من لا يخافك ولا يرحمهم
اللهم عليك باليهود الملاعين أخوة القردة والخنازير
اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين