حديث قدسى
الصيام لى وأنا أجزى به
عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم ـ :" قال رب العزة جل وعلا : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام فإنه لى ، وأنا أجزى به ،والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل : إنى صائم . والذى نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى يوم القيامة من ريح المسك . وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقى ربه فرح بصومه ".
الـــــــــــــــــــــــــــــشــــــــــــــــــــــرح
قوله : " الصيام جنة ": الصوم والصيام فى اللغة هو الامساك وفى الشرع إمساك مخصوص فى زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة .
والجنة ـ بضم الجيم ـ الوقاية والستر .
وقيل الجنة يقى صاحبه ما يؤذيه من الشهوات .
وقال القرطبى : جنة أى ستر .
قوله : " فلا يرفث ": أى الصائم والمراد بالرفث هنا الكلام الفاحش .
قوله :" ولا يجهل ": أى لايفعل شيئا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك .
قوله "لخلوف ": المراد به تغير رائحة الفم بسبب الصيام .
قوله :" أطيب عند الله من ريح المسك ": يؤخذ من قوله " أطيب من ريح المسك " أن الخلوف أعظم من دم الشهادة ، لأن دم الشهيد شبه ريحه بريح المسك ، والخلوف وصف بأنه أطيب ولا يلزم من ذلك أن يكون الصيام أفضل من الشهادة لما لايخفى ولعل سبب ذلك النظر أن كل منهما طاهر فكان ما أصله طاهر أطيب ريحا .
قوله :" الصيام لى وأنا أجزى به ": أن الصوم لايقع فيه الرياء كما يقع فى غيره . والمراد بقوله " وأنا أجزى به " أنى أنفرد بعلم مقدار الثواب وتضعيف حسناته ، وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس .
قال القرطبى : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله ، إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير .