هو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداؤه
كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك
الروم، فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذُه.
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة،
وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه
السلام.
وأسماؤه كلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف، بل أسماء
مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحاً، ومنها أحمد وهو
الاسم الذي سماه به المسيح، ومنها المتوكل، ومنها الماحي، والحاشر،
والعاقب، والمقفي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، والفاتح،
والأمين.
ويلحق بهذه الأسماء: الشاهد، والمبشر، والبشير، والنذير، والقاسم،
والضحوك، والقتَّال، وعبد الله، والسراج المنير، وسيد ولد آدم، وصاحب لواء
الحمد، وصاحب المقام المحمود، وغير ذلك من الأسماء؛ لأن أسماءه إذا كانت
أوصاف مدح فله من كل وصف اسم، لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو
الغالب عليه، ويشتق له منه اسم، وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم
يخصه.
قال جبير بن مطعم: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه أسماء
فقال: ((أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا
الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، والعاقب الذي ليس بعده نبي)). البخاري:
(3532) ومسلم: (2354) واللفظ له.
وإن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق
والمصدوق والرؤوف والرحيم إلى أمثال ذلك.