بسم الله والصلاة
والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المرسلين
زمن المظالم
هل حقا ما يقال إن
ما نعيشه فى هذه الأيام هو زمن المظالم أم أن الظلم خلق مع بداية خلق آدم
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :"اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول الله عز
وجل :وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين ". صحيح رواه الطبراني من حديث خزيمة
بن ثابت وصححه الألبانى .
وهناك أمثلة كثيرة
محفورة فى العقول وأسماء إذا ذكرت مر علينا ما فعلوه من ظلم كثير منهم من آذى خير
البرية
1ـ ابو لهب
روى الامام أحمد عن
ربيعة بن عباد من بنى الديل وكان جاهليا فأسلم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فى الجاهلية فى سوق ذى المجاز وهو يقول :"يا أيها الناس قولوا لا إله
إلا الله تفلحوا ".
والناس مجتمعون حوله
ووراءه رجل وضىء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابئ كاذب يتبعه حيث مشى ،
فسألت عنه فقيل : هذا عمه أبو لهب . صحيح : رواه أحمد وصححه الألبانى فى صحيح
السيرة
فكيف كان جزاء هذا
الظالم ؟
قال أبو رافع مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم : رماه الله بالعدسة فقتلته حتى تركه ولده بعد موته
ثلاثا حتى أنتن ما دفناه وكانت قريش تتقى هذه العدسة كما تتقى الطاعون حتى قال
لهما رجل من قريش : ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن فى بيته لا تدفناه ؟
فقالا إننا نخشى عدوة هذه القرحة ، فقال لهما : انطلقا أنا أعينكما عليه ، فوالله
ما غسلوه ولكن قذفا بالماء عليه من بعيد ثم احتملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار
ثم رخموا عليه بالحجارة .
2ـ عقبة بن أبى معيط
هذا الشقى الذى لم
يفعل فعله أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وضع رجله على عنق خير البرية ووضع على ظهره الشريفة سلا جزور وهو ساجد عند
بيت الله الحرام وقد جاءت فاطمة الزهراء
وأزالت ما فعله هذا الظالم فقطع
الله عنقه جزاء وفاقا
وذهب عقبة بن أبى
معيط فى مزبلة التاريخ وأطيح بعنقه جزاء كفره وعناده وحسده للإسلام ورسوله صلى
الله عليه وسلم .
3ـ أربد بن قيس يؤذى
رسول الله صلى الله عليه ووسلم ويشارك فى مؤامرة قتله فيدعو عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فيزل الله عليه صاعقة تحرقه وتحرق بعيرة .
4ـ أبو جهل فرعون
هذه الأمة
كان أبو جهل أعدى
أعداء رسول الله وأعدى أعداء دين الله ولطالما دبر المكايد والتدابير لقتل النبى .
فكيف كانت نهايته ؟
كانت نهايته على يد
غلامين صغيرين وهما ابنا عفراء فقد سمعا ما حدث منه من ايذائه للنبى وسبه وشتمه
اياه فقررا أن يقتلاه جزاء وفاقا لما كسب من الإثم .
4ـ اختفى سفيان
الثورى خوفا من أبى جعفر المنصور وخرج أبو جعفر يريد الحرم المكى وسفيان داخل
الحرم فأخذ بأستار الكعبة ودعا الله عز
وجل أن لا يدخل أبو جعفر المنصور بيته فمات ألمنصور عند بئر ميمون قبل دخوله مكة .
5ـ قبل أن يقتل
الحجاج سعيد بن جبير بوقت قصير دعا عليه سعيد وقال : اللهم لا تسلطه على أحد بعدى
فأصاب الحجاج خراج فى يده أصبح ينتشر فى جسمه فكان يخور كما كان يخور الثور ومات
ميتة مؤسفة .
كان أحمد بن أبى
دؤاد القاضى المعتزلى يشارك فى ايذاء أحمد بن حنبل الامام الجليل فيدعو عليه
الإمام فيصيبه الله بمرض الفالج فكان يقول : أما نصف جسمى فلو وقع عليه الذباب
لظننت أن القيامة قامت وأما النصف الآخر فلو قطع بالمقاريض ما أحسست به .
وقد دعا الامام أحمد
بن حنبل أيضا على ابن الزيات الوزير فيسلط الله عليه من أخذه وجعله فى فرن من نار
وضرب المسامير فى رأسه .
فهل يعتبر كل من له
بصيرة أن عاقبة الظلم وخيمة فلو نظرت إلى ما أبعد من قدميك أيها الظالم لفكرت مليا
قبل أن تظلم الآخرين .
اللهم إنى أعوذ بك
أن أضل أو أُضل أو أذل أو أُذل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل على