واهتز عرش الرحمن
إن الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه ملء السموات والأرض وملء ما شاء من شيء بعد فهو أهل للثناء والمجد وهذا أحق ما قاله العبد وكلنا له عبد وصلاة وسلاما وتسليما على خير البرية معلم البشرية الخيرية
أحبتى فى الله سلام الله عليكم
صحابى جليل اهتز له عرش الرحمن إنه السيد الكبير الشهيد سعد بن معاذ رضوان ربى عليه
هو :ـ
سعد بن معاذ بن النعمان بن عبد الأشهل أبو عمرو الأنصارى الأوسى الأشهلى ، البدرى
صفاته :ـ
كان رضى الله عنه رجلا أبيض ، طوالا ، جميلا ، حسن الوجه ، أعين حسن اللحية .
إسلامه :ـ
أسلم رضى الله تعالى عنه على يد مصعب بن عمير .
قال أبو اسحاق :" لما أسلم رضى الله عنه وقف على قومه ، فقال : يا بنى عبد الأشهل كيف تعلمون أمرى فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا ، وأيمننا نقيبة .
قال : فإن كلامكم على حرام ، رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله .
قال: فوالله ما بقى فى دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا أسلموا .
وقد شهد بدرا رضوان ربى عليه .
موقفه يوم بنى قريظة :ـ
كانت السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها فى حصن " بنى الحارث " ومعها أم سعد فعبر سعد درع مقلصة خرجت منه ذراعه كلها وفى يده حربه يرفل بها ويقول :
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل
لا بأس بالموت إذا حان الأجل
ويعنى : حَمَلَ بن بدر ......... فقالت له أمه : أى بنى ! قد أخرت .
فقلت لها : يا أم سعد لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هى فرمى سعد بسهم يوم الخندق قطع منه الإكحل وهو عرق فى وسط الذراع رماه ابن العرقة فلما أصاب سعدا قال : خذها منى وأنا ابن العرقة
فقال سعد: "عرق الله وجهك فى النار ".
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا ، فأبقنى لها ، فإنه لا قوم أحب إلى من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه .اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا ، فاجعلها لى شهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة .
حكمه فى بنى قريظة :ـ
كان بنو قريظة قد نقضوا العهد مع النبى وتحالفوا مع الأحزاب لتسهيل دخولهم المدينة وكان النبى قد أرسل إليهم سعدا يذكرهم بالعهد فسبوه وآذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما هزم الله الأحزاب حاصر النبى بنى قريظة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فحكم فيهم :"أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم .
فقال النبى صلى الله عليه وسلم :" لقد حكم فيهم بحكم الله الذى حكم من فوق سبع سموات .
إسناده حسن : أخرجه ابن سعد وحسنه الأرنؤوط.
موته رضى الله عنه :ـ
بعد إصابة سعد رضى الله تعالى عنه فى غزوة الأحزاب ضرب له الرسول صلى الله عليه وسلم خيمة فى المسجد وكانت تداويه امرأة يقال لها "رفيدة " فكان النبى صلى الله عليه وسلم يمر به صباحا ومساء فكان يقول له :"كيف أمسيت ، وكيف أصبحت؟"فيخبره
وعندئذ اهتز عرش الرحمن :ـ
وذات يوم لم يمر به الرسول ، عن جابر قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا العبد الصالح الذى مات ؟فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد .قال فجلس على قبره (أخرجه أحمد ،الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبى .
وقيل أن النبى عندما سأله جبريل وقال له: من العبد الذى مات اليوم عرف النبى أنه سعد فخرج مسرعا وخرج الصحابه معه ولم يستطع الصحابه اللحاق بالنبى حتى قيل أن شسوع النعال قد تقطعت وسقطت أرديتهم فشكا ذلك أصحاب النبى له ،
فقال عليه الصلاة والسلام :"إنى أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة ".
فانتهى النبى إلى بيته وقد كان قد نقل إلى قبيلته ووصل النبى وهو يغسل وأمه تبكيه وتقول :
ويل أم سعدا سعدا خرامة وجدا .
فقال النبى :" كل باكية تكذب إلا أم سعد".ثم خرج به.
فقال له القوم : ما حملنا يا رسول الله ميتا أخف علينا منه .
قال النبى :" ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم "
إسناده حسن أخرجه ابن سعد وحسن الأرنؤوط إ سناده .
بكاه النبى والصحابه :ـ
عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت :" حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر سعد بن معاذ وهو يموت فى القبة التى ضربت له فى المسجد قالت : والذى نفس محمدا بيده إنى لأعرف بكاء أبى بكر من بكاء عمر وإنى لفى حجرتى فكانا كما قال { رحماء بينهم } الفتح
إسناده حسن أخرجه أحمد .
ومات سعد بن معاذ وهو فى سن سبع وثلاثين سنة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع .
وداعا سيدى وسلاما..............عليك فى العالمين