انتقام الأفيال
إن الحمد لله نحمد ه ونستعينه ونستهديه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وصل اللهم على خير البرية خير من طلعت عليه شمس وغربت صلاة طيبة مباركة زكية يفوح عطرها فى الآفاق
قصة من أغرب القصص و أعجبها نجد كثير من الناس من يقول إنه حيوان لا يفقه شيئا لا وربى لقد خلق الله الحيوانات تفكر بعقل يعجز البشر عن تصديق ما تفعل .
عن إبراهيم الخواص ـ رحمه الله ـ قال :ـ
ركبت البحر مع جماعة من الصالحين ،فكسر بنا المركب ونجا جماعة من القوم على خشب المركب فوقفنا على ساحل لا ندرى فى أى مكان نحن فأقمنا به أياما ولم نجد ما نقتاته وأحسسنا بالهلاك بسبب الجوع لا محاله .
فقال بعضنا : دعونا نَدَعُ لله شيئا فلعله يرحمنا به .
فقال بعضنا : أصوم الدهر كله .
وقال البعض : أصلى كل يوم كذا وكذاركعة .
وقال بعضنا : أدع لذات الدنيا .
إلى أن قال كل واحد منهم شيئا فلم أجد ما أقول فقالوا : قل أنت الآخر .
فقلت ولم يجر على لسانى غير :أنا لا آكل لحم فيل أبدا .
فقالوا : ما هذا القول فى هذا الحال .
فقلت : والله ما تعمدت قول هذا إلا أننى عرضت الأمور عى نفسى فلم تطاوعنى بتركها ولا خطر ببالى ولا مر على قلبى غير الذى قلت وما أُجرى على لسانى إلا لأمر .
فبعد ساعة قال أحدنا : لما لا نطوف بالمكان لعلنا نجد ما نقتات به فتفرقنا وقلنا من يجد شيئا عليه أن يخطر الآخرين .
قال فتفرقنا ووقع بعضنا على ولد فيل صغير فلوح لبعضنا البعض فاجتمعنا وأخذناه، واحتالوا فيه حتى شوه .
فقالوا : تقدم وكل معنا .
فقلت : أنتم تعلمون أنى من ساعة تركته لله وما كنت أرجع فيه ولعل ذلك قد جرى على لسانى من ذكرى له سبب موتى من بينكم ولا أطمع فى شيئا آخر ولا يرانى الله عز وجل أنقض عهده ولو مت جوعا.
فاعتزلتهم وأكل أصحابى .وأقبل الليل فآويت إلى شجرة كنت أبيت عندها وتفرق الأصحاب كل واحد لينام فى مكانه وما هى إلا لحظات حتى سمعنا نعير فيل وأتى يهرول تتدكدك تحت قدميه الأرض فقلنا قد حضر الأجل فتشهدنا وأخذنا فى الإستغفار والتسبيح وألقى كل أصحابى كل واحد منهم نفسه على وجهه فجعل الفيل يقصد كل واحد منهم ويشمه من أوله لآخرة حتى ما انتهى من شم كل جزء فيه شال إحدى قوائمه فوضعها عليه حتى قتله .
حتى انتهى من الجميع فأقبل على يشمنى جزء جزء ويكرر هذا عده مرات ولم يكن قد فعل بأحد منهم ما فعل بى من الشم وروحى خلال ذلك تكاد تخرج فزعا .
ثم لفنى بخرطومه وحملنى على ظهره فانتصبت فوقه فأخذ يهرول تارة ويمشى تارة وأنا أحمد الله تعالى على تأخير الأجل ويعاودنى الخوف أن يثور على فيقتلنى فأعاود الاستغفار والتسبيح وأنا أعانى من الألم والجزع
سبحان الله من علم هذا الحيوان.
سبحانك رب العزة عما يصفون وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين