بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله النبى الأمى صلاة وسلاما ما دامت السموات والأرض
ادخل جنة الدنيا حتى لا تحزن
قال الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام : إن الدنيا فيها جنة من لم يدخلها ، فلن يدخل جنة الآخرة ... قالوا ما هى ؟ قال : إنها جنة الإيمان .
وقال ذات مرة : ما يصنع أعدائى بى ؟ أنا جنتى وبستانى فى صدرى أنَّى رحت فهى معى لا تفارقنى ، إن حبسى خلوة ، وقتلى شهادة ، وإخراجى من بلدى سياحة .
وكان يقول فى محبسه فى القلعة : لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ، ما عدل عندى شكر هذه النعمة .
وقال مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه ـ تعالى ـ والمأسور من أسره هواه .
ولما دخل القلعة وصار داخل سورها نظر إليها وقال :{ فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب }.
قال ابن القيم : وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم فى وجهه.
وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما لنا إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب هذا كله .
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها فى دار العمل فأتاهم روحها ونسيمها وطيبها .
قال تعالى فى محكم آياته :{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }.
وقال بعض العارفين :"لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه :لجالدونا عليه بالسيوف ".
وقال آخر مساكين أهل الدنيا ؛خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟
قال : محبة الله تعالى ومعرفته وذكره والأنس به سبحانه وتعالى .
فمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والتوكل عليه هو جنة الدنيا والنعيم الذى لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين
من قرَّت عينه بالله قرت به كل عين
اللهم إجعلنا نحبك ونحب من يحبك ونحب كل عمل يقربنا إلى حبك
اللهم إجعل جنتنا فى الدنيا باب المرور إلى رضاك
اللهم إجعلنا ممن وضع له القبول فى الأرض
اللهم إجعل خير أيامنا وأعمالنا خواتيمها يا رب العالمين
وصل اللهم على خير البرية محمد بن عبد الله الأمى
الذى علم البشرية