إن الحمد لله نحمده حمدا طيبا مباركا فيه ونستغفره ونستهديه من يهديه الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادى له
وصلاة وسلاما على محمد خليل الرحمن وحبيبه
خير من اصطفاه للبشرية ليعلمهم الخيرية
فاجعله يا ربنا لنا شفيعا
واسقنا من يده الشريفة شربة ماء
لا نظمأ بعدها أبدا يوم تتعلق القلوب والأبصار
راجية رحمة الغفور الغفار
أم شريك
تسقى من السماء
أم شريك هى : السيدة عُزيَّة بنت جابر بن حكيم الدوسية .
قال الأكثرون هى التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها ، فلم تتزوج حتى ماتت .
قال بن عباس :" وقع فى قلب أم شريك الإسلام فأسلمت وهى بمكة وكانت تحت أبى العسكر الدوسى .
ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن للإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها ، وقالوا : لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ، لكنا سنردك إليهم .
قالت : فحملونى على بعير ليس تحتى شيء ثم تركونى ثلاثا لا يطعمونى ولا يسقونى وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقونى فى الشمس واستظلوا هم منها وحبسونى عن الطعام والشراب .
فبينا هم قد نزلوا منزلا وأوثقونى فى الشمس إذ أنا ببرد شيء على صدرى فتناولته فإذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا ثم نزع منى فرفع ... ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع ... ثم عاد فتناولته ثم رفع مرارا ثم
تركت فشربت حتى رويت ثم أفضت سائرة على جسدى وثيابى .
فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ، ورأونى حسنة الهيئة فقالوا لى : انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه ؟
قلت : لا والله ولكنه كان من الأمر كذا وكذا .
قالوا :لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا ، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك.
يا رب الأرباب يا خالق الإنسان من تراب
يا غافر الذنب وقابل التوب
وكاسى العظام لحما بعد الموت
اسقنا يا ربنا شربه ماء هنيئة من يد نبيك المصطفى لا نظمأ بعدها
يا ربنا لا تجعلنا ممن يقول لهم خير البرية سحقا سحقا بعدا بعدا
بل اجعله يا ربنا شفيعا لنا يوم غضبك الشديد من كثرة ذنوب العباد
يا رب دعوناك فاستجب لنا فأنت قلت وقولك الحق ادعونى استجب لكم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين