آيات ورحمات
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترضيه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وصلاة وسلاما على خير خلق الله خير البشرية خير من علم الخلق الخيرية
من رحمة الله تعالى بعبادة ما سنراه فى هذه
الآيات التى قد نقرأها يوميا صباحا ومساء وهى من أذكار الصباح والمساء ولا نعلم سبب نزول هذه الآيات على خلق البرية وكما قيل لكل شيء سبب فلهذه الآيات سبب
قال الله تعالى فى محكم آياته :
{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدا من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }
أخبرنا الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر قال :أخبرنا محمد بن عبد الله بن على بن زياد قال : حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجى قال : حدثنا أميه بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن ذريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : لما أٌنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله }الآية اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ـ أراه ـ قالوا : سمعنا وعصينا ، قولوا سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا و إليك المصير ".فلما اقترأها القوم وجرت على ألسنتهم أنزل الله تعالى فى إثرها :{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } الآية كلها ونسخها الله تعالى ، فأنزل الله تعالى :
{ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } إلى آخر الآية
رواه مسلم عن أمية بن بسطام .
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال :حدثنا والدى قال : حدثنا محمد بن اسحاق الثقفى قال : حدثنا عبد الله بن عمر ويوسف بن موسى قالا :أخبرنا وكيع قال : حدثنا سفيان عن آدم بن سليمان قال : سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال : لما نزلت آية { وإن تبدواما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } الآية
دخل قلوبهم منها شيء لم يدخلها من شيء ، فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا ".
فألقى الله تعالى الإيمان فى قلوبهم فقالوا : سمعنا وأطعنا ، فأنزل الله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }حتى بلغ { أو أخطأنا } فقال : " قد فعلت ـ إلى آخر البقرة ـ كل ذلك يقول : قد فعلت ".
رواه مسلم ، عن أبى بكر بن شيبة عن وكيع .
قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية :{ وإن تبدوا ما فى أنفسكم } جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وناس من الأنصار إلى النبى صلى الله عليه وسلم فجثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية ،إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت فى قلبه ، وأن له الدنيا وما فيها وإنا لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله ؟
فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : " هكذا نزلت ".
فقالوا : هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق .
قال عليه الصلاة والسلام :"فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل لموسى : سمعنا وعصينا ؟ قولوا سمعنا وأطعنا ".
فقالوا : سمعنا وأطعنا ، واشتد ذلك عليهم ، فمكثوا بذلك حولا ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله :{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }الآية .......... فنسخت هذه الآية ما قبلها ، قال النبى صلى الله عليه وسلم :" إن الله قد تجاوز لأمتى ما حدثوا به أنفسهم ، ما لم يعملوا أو يتكلموا ".
يا رب أنت رحيم بالعباد يا قيوم السموات والأرض يا خالق البرية من عدم
يا رب لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا
يا رب عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا يا ربنا بما نحن أهله فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة
يا رب دعوناك فاستجب لنا كما وعدتنا على رسلك
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين