أسباب النزول لبعض الآيات فى سورة آل عمران
قال تعالى :" قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المصير " الآية (12)
قال الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس : أن اليهود قالوا لما هزم الله المشركين فى بدر : هذا والله النبى الأمي الذي بشرنا به موسى ونجده فى كتابنا بنعته وصفته وأنه لا ترد له راية فأرادوا تصديقه وإتباعه ، فقال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة أخرى فلما كان يوم أحد ونكب الرسول صلى الله عليه وسلم شكوا وقالوا : لا والله ما هو وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة فنقضوا ذلك العهد وانطلق كعب بن الأشراف فى ستين راكبا إلى قريش أبى سفيان وأصحابه فوافقهم وأجمعوا أمرهم وقالوا : لتكونن كلمتنا واحدة ثم رجعوا إلى المدينة فأنزل الله هذه الآية .
وقوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ". الآية 18
قال الكلبى : لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار أهل السام ، فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه :ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبى الذي يخرج آخر الزمان .
فلما دخلا على النبى صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت فقالا له : أنت محمد؟ فقال : " نعم " . قالا : وأنت أحمد ؟ قال :" نعم " .
قالا إنا نسألك عن شهادة ، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك .فقال شهادة فى كتاب الله . فأنزل الله على رسوله الكريم :" شهد الله أنه لا إله إلا أنا والملائكة وألوا العلم ". فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقوله تعالى :" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ".
اختلفوا فى سبب نزولها : فقال الصدى : دعا النبى صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام، فقال له النعمان بن أدفي: هلم يا محمد نخاصمك إلى إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وقال الكلبى نزلت هذه الآية فى الذين زنيا من خيبر وسؤال اليهود للنبي عن حد الزانيين .
قوله تعالى :" قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "الآية 26
قال ابن عباس وأنس بن مالك : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قالت اليهود والمنافقون : هيهات هيهات ، من أين لمحمد ملك فارس والروم ؟ هم أعز وأمنع من ذلك ، ألم يكف محمدا مكة والمدينة حتى طمع فى ملك فارس والروم ؟ فأنزل الله هذه الآية .
وفى رواية أخرى أن النبى سأل ربه ملك فارس والروم فأنزل الله هذه الآية
وعن عبد الله بن عمرو بن عوف قال : حدثني أبى عن أبيه قال : خطب الرسول صلى الله عليه وسلم على الخندق يوم الأحزاب ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعا ، قال عمرو بن عوف كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار فى أربعين ذراعا فحفرنا حتى إذا كنا تحت ذو ناب أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة كسرت حديدنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها وإما يأمرنا فيها بأمر فإنا لا نحب أن نجاوز خطه . قال : فرقى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سلمان خبر هذه الصخرة فهبط النبى صلى الله عليه وسلم مع سلمان إلى الخندق والتسعة على شقة الخندق ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول من سلمان فضربها ضربة فصدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها يعنى المدينة وكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة فتح وكبر المسلمون ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها وكبر رسول الله تكبيرة فتح وكبر المسلمون وضرب النبى صلى الله عليه وسلم الصخرة ضربة ثالثة فكسرها وأضاء برقها ما بين لابتيها فكبر الرسول الكريم تكبيرة فتح وكبر المسلمون ، وأخذ يد سلمان ورقى ، فقال سلمان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئا ما رأيت مثله قط ؟فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القوم فقال : رأيتم ما يقول سلمان " قالوا نعم يا رسول الله ، قال :"ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها " فابشروا " فاستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعد صدق وعدنا النصر بعد الحفر فقال المنافقون : ألا تعجبون ؟ يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق ولا تستطيعون أن تبرزوا قال : فنزل القرآن :" وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا " وأنزل الله تعالى فى هذه القصة قوله تعالى :" قل اللهم مالك الملك " الآية
آية المباهلة وسبب نزولها
قال تعالى :"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ". الآية61
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الرهجائى :أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ،عن الحسن قال:جاء راهبا نجران إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال لهما : "أسلما تسلما ".
فقالا :قد أسلمنا قبلك .
فقال:" كذبتما ، يمنعكما من الإسلام : سجودكما للصليب وقولكما اتخذ الله ولدا وشربكما الخمر ".
فقالا: ما تقول فى عيسى ؟ قال الحسن : فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن :"ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم "إلى قوله :"فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ".الآية
فدعاهما الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملاعنة، وقال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولده عليهم السلام فلما خرجا من عنده قال أحدهما لصاحبه : أقرر بالجزية ولا تلاعنه ،فرجعا إلى النبى وأقرا له بالجزية .
قال الشغبى : أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة الزهراء وأنفسنا على بن أبى طالب
وفى رواية قالى النبى صلى الله عليه وسلم :"والذى بعثنى بالحق لو فعلا لمطر الوادى نارا ".أى لو قاما بالملاعنة لأنزل الله عليهما العذاب