إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه ونسترضيه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
أبى رافع سلام بن أبى الحقيق هو تاجر أهل الحجاز ورئيس يهود خيبر وكان يؤلب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام فلما تفرغ النبى من الأحزاب وقريظة انتدب لقتله خمسة من الصحابه من رجال الخزرج ليحوزوا شرفا مثل الأوس حين قتلوا كعبا بن الأشرف وصل هؤلاء الخمسة إلى الحصن وعلى رأسهم عبد الله بن عتيك فقال لهم : مكانكم فإنى منطلق ومتلطف للبواب لعلى أدخل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضى حاجته فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإنى أريد أن أغلق الباب .
فدخل عبد الله بن عتيك وكمن فى الحصن حتى نام الناس فأخذ مفاتيح الحصن وفتح الباب حتى يتسنى له الهروب من الحصن حين يتم مهمته ثم توجه إلى بيت أبى رافع فكان عبد الله كلما فتح بابا أغلقه من الداخل حتى لو علم به الناس لا يصلون إليه حتى يقتل أبا رافع فلما انتهى إلى بيته فإذا هو بيت مظلم على ربوة عاليه بين عياله لا يدرى أين هو ، فناداه : يا أبا رافع !قال من هذا ؟ فأهوى نحو الصوت وضربه ضربة بالسيف وهو دهش فما أغنت شيئا فخرج ثم جاء مغيرا صوته كأنه يغيثه ، وقال : ما هذا الصوت يا أبا رافع ؟ فقال : لأمك الويل إن رجلا فى البيت ضربنى بالسيف فعمد إليه وضربه ضربة أثخنته ولم تقتله فوضع السيف فى بطنه وتحامل عليه حتى أخذ فى ظهره ثم خرج يفتح الأبواب بابا بابا والليل مقمر وبصره ضعيف فظن أنه وصل إلى الأرض فمد رجله فوقع من السلم فأصيبت رجله فعصبها بعمامته واختفى عند الباب فلما صاح الديك قام رجل على سور الحصن وقال : أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فعرف أنه مات فأتى أصحابه ورجعوا فلما انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثوه مسح الرسول على رجله فكأنه لم يشتكيها قط .
حقا إنهم رجال صدقوا الله ورسوله فصدقهم الله بجنانه ورضاه ورضوانه إدا تأملنا أخوتى فى الله مدى حرص صحابه المصطفى غلى تنفيذ أوامره وكيف كان عبد الله بن عتيك رضوان ربى عليه حريصا كل الحرص على ألا يؤذى طفلا من أطفال هذا اليهودى الفاجر وكيف حالنا الآن مع أقوام لا يهتمون أكان صغيرا أم كبير شيخا أم شابا ويقتلون ويحرقون الأخضر واليابس .
اللهم انصر المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها اللهم زلزل الأرض تحت أقدام اليهود واجعل يا ربنا مكرهم فى نحورهم .
دعوناك ربنا فاستجب لنا وتب علينا يا تواب يا غافر الذنب وقابل التوب وسامع الصوت .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلاما على المرسلين .