أ حداث وغزوات
حادثة الرجيع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه على أمور الدنيا والأخرة ونستهديه ونسترضيه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وصل يا رب على خير من طلعت عليه شمس وغربت وعلى من يخطو على الأرض فازدهرت
أما بعد أخوتى فى الله
قدم رجال من عضل وقارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك فى شهر سفرفى السنة الرابعة من الهجرةوذكروا للرسول الكريم أن فيهم إسلاما فطلبوا منه أن يبعث معهم من يعلمهم أمور دينهم ويقرئهم القرآن فأرسل معهم النبى ستة من أصحابه وقيل عشرة من أصحابه وأمر عليهم عاصم بن ثابت وعندما وصلوا إلى الرجيع وهو مكان ماء لهذيل بناحية الحجاز بين رابغ وجدة استصرخوا عليهم حيا من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقرابه مائة رام وقد لجأ صحابه النبى إلى مكان مرتفع فاعطى المشركين العهد للمسلمين ألا يؤذوهم إن نزلوا إليهم ولكن عاصم أبى بالنزول وقاتل مع أصحابه فقتل من المسلمين سبعة فأعطى المشركين العهد لهم مرة أخرى بأن لا يقتلوهم إن نزلوا إليهم فنزل صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فغدروا بهم فربطوهم فقال أحد الثلاثه الباقين من صحابه رسول الله هذا أول الغدر فأبى أن يمشى معهم فقتلوه وانطلقوا بالاثنين الآخرين وهما خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة فباعوهما وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر فاشترته بنته أو أخوه وسجنوه فترة ثم خرجوا به إلى التنعيم ليقتلوه فلما أجمعوا على صلبه طلب منهم أن يصلى ركعتين فخلوا سبيله ليصلى فصلاهما فلما فرغ من صلاته قال والله لولا أن تقولوا :إن ما بى جزع لزدت ثم قال : اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا .ثم أنشد قال :
ولست أبالى حين أقتل مسلما
على أى جنب كان فى الله مصرعى
وذلك فى ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع
فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمدا عندنا يضرب عنقه وأنك فى أهلك ؟
فقال : لا والله ما يسرنى أنى فى أهلى وأن محمدا فى مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه .
ثم صلبوه ووكلوا به من يحرس جثته ، فجاء عمرو بن أمية الضمرى فاحتمله بخدعة ليلا فذهب به فدفنه وكان الذى تولى قتل خبيب هو عقبة بن الحارث وكان خبيب قد قتل أباه حارثا فى بدر .وفى الصحيح أن خبيبا أول من استن الركعتين عند القتل وأنه رئى وهو أسير يأكل قطفا من العنب وما بمكة ثمرة .
وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أميه فقتله بأبيه .
وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه وكان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر .
فبعث الله عليه مثل الظله من الدبر ـ الزنابير ـ فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء وكان عاصم أعطى الله عهدا ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركا وكان عمر لما بلغه خبره يقول : يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما يحفظه فى حياته .
إنهم حقا رجال صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه فحفظوا الله فحفظهم .
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفه عين وتب علينا يا ربنا
اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا يا ربنا بما أنت أهله أنت أهل التقوى و أهل المغفرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين