التعذيب ومحاولة القتل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وصلاة وسلاما عليك يا حبيبى يا رسول الله وسلم يا رب على المختار صلاة دائمة إلى قيام يوم الوعيد
بعد عجز المشركين من أهل مكة إعادة المسلمين من بلاد الحبشة كان طبيعيا أن يعود المشركين إلى تعذيب المسلمين الضعفاء فى مكة والتنكيل بهم أشد تنكيلا وعاد المشركون إلى ضراوتهم المعهودة وعادوا إلى الشدة والبطش بالبقية الباقية من المسلمين بل امتدت أيديهم إلى خير خلق الله على الأرض إلى معلم البشرية الرحمة رسولنا الكريم صلوات ربى وتسليماته عليك يا سيدى يا رسول الله ومن هذه الصور
أن عتيبه بن أبى لهب أتى النبى صلى الله عليه وسلم وقال :: أنا أكفر ب ( النجم إذا هوى ) وبالذى ( دنا فتدلى )
ثم تسلط عليه بالأذى وشق قميص المصطفى ، وتفل فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولكن الله القدير جعل ما تفل يرتد إلى وجه هوحينئذ دعا عليه النبى صلى الله عليه وسلم وقال : " اللهم سلط عليه كلبا من كلابك "
وقد استجاب الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقد خرج عتيبة إلى الشام فى رحلة للتجارة فلما نزلوا بالزرقاء من الشام طاف بهم أسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول : يا ويل أخى هو والله آكلى كما دعا محمد على قتلنى وهو بمكة وأنا بالشام ، ثم جعلوه بينهم وناموا من حوله ولكن الأسد جاء وتخطاهم إليه فضغم رأسه .
ومما ذكر أن عقبة بن أبى معيط وطئ رقبته الشريفه وهو يصلى حتى كادت عيناه تبرزان .
ومما يدل على طغيانهم كانوا يريدون قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ما رواه أبو اسحاق عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : حضرتهم وقد اجتمعوا فى الحجر فذكروا رسول الله فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل لقد صبرنا منه على أمرا عظيم فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشى حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا فغمزوه ببعض القول فعرفت ذلك فى وجه النبى فلم مر بهم الثانية غمزوه أخرى فعرفت ذلك فى وجه النبى فلما مر بهم الثالثة غمزوه أخرى فوقف النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال :" أتسمعون يا معشر قريش أما والذى نفسى بيده لقد جئتكم بالذبح ". فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجلا إلا كأنما على رأسه طائر واقع حتى قال أشدهم : انصرف يا أبا القاسم فوالله ما كنت جهولا .
حتى كان اليوم التالى ذكروه أخرى إذ طلع عليهم فوثبوا إليه وثبه رجل واحد وأحاطوا به فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه وقام أبو بكر دونه وهو يبكى ويقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ؟ ثم انصرفوا عنه فقال ابن عمرو : فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا نالوا منه قط .
كذب المشركون وصدق رب العباد حين قال فى محكم آياته فسيكفيكهم الله .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلاما على المرسلين .