أخطأ وقال يا صمد
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ونتوكل على الله العزيز الحميد
قال الله تعالى :" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"
وقال صلى الله عليه وسلم :" إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة "
ومعنى أحصاها أى فهمها وحفظها وعمل بما فيها من معانى ....
و كان فيمن قبلنا على عهد سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام رجلا يتحنث إلى الأصنام ويتعبد إليها وكان دائم التقرب إليها بالقرابين والهدايا عسى أن ترضى عنه وتحقق له ما يتمنى وفى يوم من الأيام كان موسى عليه السلام يمر وكان هذا الرجل ينادى على صنمه الذى يتعبد ويتقرب إليه وكان دائما ينادى عليه ويقول يا صنم وفى أثناء مرور موسى عليه السلام والرجل ينادى على الصنم أخطأ وقال يا( صمد ).
قال الله عز وجل : لبيك عبدى .
تعجب موسى صلوات ربى عليه وعلى أنبياء الله الكرام وهو الكليم .
وقال موسى : يا رب كيف تجيبه ولم يكن يقصدك يارب بل يقصد صنمه ؟
فقال له عز وجل : يا موسى وعزتى وجلالى ما أن نطق باسمى الصمد إلا وألقيت فى قلبه الإيمان .
وآمن هذا الرجل برب العزة والملكوت ولم يشرك به شيئا.
فهذا الرجل لم يكن يقصد رب العزة سبحانه وتعالى وأكرمه الله بالإيمان فكيف حالنا لو تقربنا إلى الله تعالى ...
وفى كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص238
وأما اسم (الصمد) فقد استعمله أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم
فلم يقل : الله صمد ، بل قال ((الله الصمد)) فبيّن أنه المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال والمخلوق وإن كان صمداً من بعض الوجوه فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه فإنه يقبل التفرق و التجزئة ، وهو أيضا محتاج إلى غيره فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يصمد إليه كل شيء و لا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى وليس فى المخلوقات إلا ما يقبل أن يتجزأ و يتفرق و يتقسم و ينفصل بعضه من بعض والله سبحانه هو الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك بل حقيقة الصمدية و كمالها له و حده واجبة لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه كما قال في آخر السورة ((ولم يكن له كفوا أحد)) استعملها هنا في النفي أي : ليس شيء من الأشياء كفوًا له فى شيء من الأشياء ؛ لأنه أحد .
اللهم إنى أسألك باسمك الأعظم الذى إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت أن تغفر لنا ذنوبنا وتدخلنا فى رحمتك
اللهم إنى أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أو أنزلته فى كتابك أن تجعلنا من عتقاء النار وتدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب