قصة بلعام بن باعوراء
قال تعالى فى محكم آياته :
{" واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون "}
روى محمد بن اسحاق بن يسار عن سالم أبى النضر أنه حدث : أن موسى عليه السلام لما نزل بأرض بنى كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعام إليه فقالوا له :
هذا موسى بن عمران فى بنى اسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بنى اسرائيل وإنا قومك وليس لنا منزل غيره وأنت مجاب الدعوة فاخرج وادع عليهم .
قال لهم : ويلكم نبى الله معه الملائكة والمؤمنون فكيف أذهب وأدعوا عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم ؟
فما زالوا به حتى فتنوه فسار متوجها إلى الجبل الذى يطل على معسكر بنى اسرائيل وهو جبل يسمى جبل حسبان حتى وصل إلى رأس حسبان فأخذ يدعو لى بنى اسرائيل فما كان يدعو عليهم بشر إلا صرف الله لسانه إلى قومه وما كان يدعو لقومه بخير إلا صرف الله لسانه بالدعاء بالخير إلى بنى اسرائيل .
فقال له قوم : أتدرى يا بلعام ما تصنع ؟إنما تدعو لهم وتدعو علينا ...
قال :فهذا ما لا أملك قد غلب الله عليه ... ثم قال لهم :
قد ذهبت منى الدنيا والآخرة ولم يبق لى إلا المكر والحيلة ...
قال : جملوا النساء وأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى بنى اسرائيل ومروهن ألا تمنع امرأة نفسها من رجل فإنهم إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم .... ففعلوا
فلما مرت امرأة من الكنعانين برجل عظيم من بنى اسرائيل فقام وأخذها من يدها وذهب إلى موسى وقال :
أظنك ستقول هذا حرام لا تقربها ؟
فقال موسى أجل حرام عليك .
فقال الرجل : فوالله لاأطيعك فى هذا .
ودخل بها قبته ...... فأرسل الله تعالى الطاعون فى بنى اسرائيل ... وكان الفنحاص بن عيزار بن هارون صاحب أمر موسى غائبا فجاء فأخبر الخبر فأخذ حربته وكانت من حديد كلها فدخل عليهما القبة فقتلهما وخرج بهما من القبة رافعا بهما إلى السماء وجعل يقول :
اللهم هكذا نفل بمن يعصيك ورفع الطاعون فبلغ عدد الهالكين سبعين ألفا .......ففى بلعام بن باعوراء أنزل الله تعالى هذه الآيات السابقة ...
وقد أمر الله تعالى رسوله المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) أن يتلو هذه الآيات على أصحابه لتكون لهم عظة وعبرة لأنهم كانت تتنزل عليهم آيات الله كى لا ينسلخوا عنها .
اللهم اعصمنا وثبت أقدامنا وأفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين .