الإيمــــــــان
الإيمان لغة: هو التصديق والإقرار ؛ قال تعالى :{ فآمن معه لوط}
وقال تعالى فى قصه يوسف :{ وما أنت بمؤمن لنا } أى ما أنت بمصدق لنا .
قال شيخ الاسلام بن تيميه :" الإيمان هو الاقرارلا مجرد التصديق
والإقرار ضمن قول القلب هو التصديق ، وعمل القلب الذى هو الإنقياد كما أن الاقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له ".
الإيمان شرعا : اعتقاد القلب ، وقول اللسان وعمل الجوارح والأركان وهو بضع وسبعون شعبه ،أعلاها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
قال الطحاوى فى " عقيدته":والإيمان هو الإقرار باللسان ، والتصديق بالجنان وجميع ما صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الشرع والبيان كله حق ، والايمان واحد وأهله فى أصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى ومخالفة الأولى ".
أركان الايمان
والإيمان له أركان كما جاء فى الحديث الطويل لجبريل عليه السلام الذى رواه الامام مسلم من حديث عمر بن الخطاب فلنقف عند سؤال جبريل للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : ما الإيمان ؟
قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ـ وفى رواية :"ولقائه "ـ وتؤمن بالقدر خيره وشره ".
هل للإيمان طعم ؟
فى" صحيح مسلم " من حديث العباس بن عبد المطلب ـ رضى الله عنه ـ أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا ، وبالإسلام دينا وبمحمدا رسولا ".
عرفنا طعم الإيمان فهل له حلاوة؟
هل تريد ان تعرفها فها هى حلاوة الإيمان" ففى الصحيحين "من حديث بن مالك ـ رضى الله تعالى عنه ـ أن النبى صلوات ربى وتسليمه عليه قال :" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ـ وفى رواية :" طعم الإيمان "ـ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكفر ، كما يكره أن يقذف فى النار ".
وللإيمان نور كما له حلاوة وطعم ؛ فقد روى أبو نعيم فى" الحلية" ، والدايلمى فى " مسنده " بسند حسن من حديث على ـ رض الله عنه ـ أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال :" ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر ، بينما القمر مضىء إذ علته سحابه ، فأظلم ، إذ تجلت عنه ، وأضاء ، وبينما الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فذكر ".
تجلت أى : ظهرت ، يعنى : تعترى قلب المؤمن فى بعض الأحيان سحابة من سحب المعصية ، فكما تحجب السحابة نور القمر عن أهل الأرض ، كذا تحجب سحب المعاصى والذنوب نور الإيمان فى القلب ؛ فيبى فى ظلمة ووحشة ، فإذا سعى لزيادة رصيده الإيمانى ، واستعان بالله انقشعت تلك السحابة وعاد نور قلبه يضىء ، فإذا انقشعت سحابة السماء ، وصل نور القمر إلى الأرض ، وكذا إذا انقشعت سحب المعاصى والذنوب بالتوبة والأوبئة إلى علام الغيوب ـ جل وعلا ـ عاد الإيمان إلى الإشراق مرة أخرى فى قلب العبد المؤمن .
أنواع القلوب
قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر فقلب المؤمن سراجه فيه نور فهو القلب المتجرد من الشركوالشك والغل والحقد والحسد وأشرق فيه نور الإيمان .
قلب أغلف على غلافه ؛ فهو قلب الكافر .
قلب منكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر .
قلب مصفح فيه ا لإيمان والنفاق فمثل الإيمان فيه كمثل بقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأى المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه .
الإيمان يزيد وينقص
هذا أصل من أصول أهل السنة .فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" إن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ".
اللهم انا ندعوك ونرجوك ونتوسل إليك اللهم يا مصرف القلوب ثبت قلوبنا على دينك