الفرق بين النبى والرسول
إن من أجمل التعريفات التى عرف بها الرسول والنبى ما قاله العلامة الألوسى رحمه الله ، إذ يقول :" الرسول هو : من أوحى الله عز وجل إليه شرعا جديدا ، والنبى هو : المبعوث لتقرير شرع من سبقه من الرسل ".
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية :" فالنبى هو الذى ينبئه الله ، وهو ينبئ بما أنزل الله به ، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول وأما إذا كان يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبى وليس برسول " . ثم قال : " فأولئك الأنبياء يأتيهم الوحى من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم لكزنهم مؤمنين بهم ، كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول ، فالنبى مرسل ولكن لايسمى رسول عند الاطلاق لأنه لم يرسل إلى قوم بما لايعرفونه أنه حق ، كالعالم ".
وقال الزمخشرى فى " تفسيره" : " والفرق بينهما : أن الرسول من الأنبياء: من جمع المعجزة الكتاب المنزل عليه . والنبى غير الرسول : من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعوا الناس إلى الشريعة من قبله ".
ومثله قول البيضاوى فى " تفسيره " : " الرسول : من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها ، والنبى يعمه ، ومن بعثه لتقرير شرع سابق ، كأنبياء بنى إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ، ولذلك شبه النبى ( صلى الله عليه وسلم ) علماء أمته بهم "
قال الألبانى معقبا :" يشير إلى حديث :" علماء أمتى كأنبياء بنى اسرائيل " ولكنه حديث لا أصل له كما نص على ذلك الحافظ العسقلانى والسخاوى ثم إنهم أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات حذف لفظه مجددة منه ولفظة " الكتاب " فى تعريف الزمخشرى ، لـأن إسماعيل عليه السلام لم يكن له كتاب ولا شريعة مجددة بل كان على شريعة إبراهيم وقد وصفه الله تعالى فى محكم آياته بقوله:" إته كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "
ويبقى تعريف النبى بمن بعث لتقرير شرع سابق والرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها سواء كانت جديدة أو متقدمة والله أعلى وأعلم ...
وقد ثبت فى" صحيحى البخارى ومسلم " من حديث أبى هريرة ـ رضى الله تعالى عنه ـ أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبى خلفه نبي ، وإنه لانبى بعدى وسيكون خلفاء فيكثرون " قالوا : فما ت أمرنا ؟ قال :" فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم".
ومن المعلوم أن كل أنبياء بنى إسرائيل ساسوا ، وحكموا بنى إسرائيل بشرع نبى الله موسى ، فنبى الله موسى هو الرسول الذى أوحى الله إليه بوحى جديد ، وبعث الله بعده مجموعة كبيرة جدا من الأنبياء حكموا بنى إسرائيل بشريعة نبى الله موسى ، إذا ، الرسول : من أوحى الله عز وجل إليه شرعا جديدا ، والنبى هو : المبعوث لتقرير شرع من سبقه من الرسل ـ عليهم جميعا صلاة الله وسلامه.