لا خير فى ملك لايساوى شربة ماء
*دخل ابن السماك الواعظ على هارون الرشيد ، فظمئ هارون وطلب شربة ماء ، فقال له ابن السماك : لو منعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين ، أتفتديها بنصف ملكك؟
قال هارون الرشيد : نعم .
فلما شربها، قال : لو منعت إخراجها ، أتدفع نصف ملكك لتخرج ؟
قال هارون الرشيد: نعم .
قال ابن السماك: فلا خير فى ملك لا يساوى شربه ماء .
أجل والله إن الحياة لا تستحق أن نحزن على فواتها فالدنيا بكل ما فيها من متاع زائل لا تساوى عند الله جناح بعوضة فلماذا الحزن عليها ؟ فالحياة لا تستحق الحزن !
قال هشام بن عبد الملك ـ الخليفة ـ : " عددت أيام سعادتى فوجدتها ثلاثة عشر يوما ".
وكان أبوه عبد الملك يتأوه ويقول :" يا ليتنى لم أتول الخلافة".
قال سعيد بن المسيب :" الحمد لله الذى جعلهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم ".
فلننظر أخوتى فى الله إلى الذين يتنازعون على ملك الدنيا الذى مآله إلى زوال فالأخ يقتل أخاه
من أجل الميراث والابن
يضع والديه داراً للمسنين
من أجل سعادة أو إرضاء لزوجته لا يعلم
أن والديه سر سعادته فى الدنيا والآخرة
" اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا "
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين